هدى… والراجل اللي قاللي: لو بنتي لبست كده هشيل إيدي من حياتها

الساعة كانت 1 الضهر.
الشمس طالعة نار، وزحمة آخر الدنيا…
بس أنا كنت ماشية في الشارع عادي، راجعة من الكلية، لابسة العباية الكحلي اللي بفضلها لما أكون زهقانة من كل حاجة.
واسعة، خفيفة، مريحة… ومش ملفتة.

كنت ماشية ورايا بنتين بيتكلموا بصوت عالي:
– “بصي دي؟ فاكرة نفسها منقبة!”
– “الواحدة تلبس عباية سودة كده ليه؟ مش دي بتاعة الجنازات؟!”

اتنهدت…
مش أول مرة أسمع الجملة دي، بس كل مرة توجع زي أول مرة.

عدّيت الراجل اللي قاعد على الرصيف، بيبيع جرايد وبسكويت وسجاير.
بمجرد ما شافني، بص للست اللي جنبه وقال بصوت ماكانش بيهمس خالص:
– “لو بنتي لبست كده… هغسل إيدي منها.”

وقفت مكاني.
مش عارفة أتحرك.
ولا أتكلم.
ولا حتى أكمل المشي.

أنا هدى… أنا مش غريبة.
أنا بنت مصرية.
أنا مش عاملة حاجة غلط…
أنا بس اخترت ألبس لبس شرعي، واسع، محترم، علشان نفسي وعلشان ربنا.

بس ليه الناس شايفين ده مصيبة؟
ليه العباية بقت رمز للتطرف؟
ليه الطرحة الطويلة بقت علامة سؤال في عيون كل الناس؟

أنا ماشية على رجلي، مش مدايقة حد، مش برفع صوتي، مش بلفت انتباه.
بس نظرات الناس بتسلخني كل يوم.

رجّعت السماعة في ودني، وقلت أشغل حاجة تطمني.
فتحت حلقة من بودكاست “البنات القوية”،
وكانت المذيعة بتقول:
“كل بنت بتختار تلبس لبس شرعي في الزمن ده… هي بطلة. لأن الحرب مش بس على جسدك، دي على قلبك وإيمانك.”

حسيت بجسمي بيترجّ.
أنا بطلة؟
وأنا كل يوم برجع منهارة؟
بس يمكن… يمكن اللي بعمله ده فعلاً بطولة.

بطولة إني أختار أكون “أنا”، مش زي ما هم عايزين.

رجعت البيت، لقيت أختي الصغيرة بتقولي:
– “أنا شوفتك من بعيد… كنتي شبه الملكات!”

ابتسمت… بس بدموع.
مش علشان المدح،
بس علشان حد أخيرًا شافني زي ما أنا… مش زي ما هم عايزين يشوفوني.

أنا هدى.
وبكرا هرجع ألبس العباية…
بس المرة دي، مش بس عشان ربنا.
المرة دي كمان… عشان البنات اللي بتتفرج عليا من بعيد،
وبتحاول تاخد خطوة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📌 احكيلي بصراحة…
عمرك سمعتي جملة جرحتك عشان لبسك؟
اتقالك إنك “معقّدة” أو “مخيفة” عشان اخترتي لبس محتشم؟
ابعتيلنا حكايتك، حتى لو سطرين… إحنا هنا بنسمعك وبنرد عليكِ.

Scroll to Top

اعرفى مقاسك

[CP_CALCULATED_FIELDS id="6"]