هدى… كنت همشي من غير طرحة

ماما كانت بتنده من أوضتها بصوت عالي:
– “هدى، اتأخرتي ع الكلية يا بنتي… هتروحي كده؟!”

“كده؟”
يعني من غير طرحة.

بصيت لنفسي في المراية…
كنت لابسة تيشيرت واسع وبنطلون قماش، ومش لابسة طرحة.
أول مرة من سنين أخرج كده.
أنا اللي كنت من أيام لابسة لبس شرعي واسع من أسوة، وفخورة.

بس بعد اللي حصل امبارح…
أنا اتكسرت.

الساعة 10 الصبح.
كنا في المدرج، وأنا داخلة متأخرة.
الدكتور وقف الشرح وقال بصوت عالي قدام الطلبة كلها:
– “يا بنتي… إنتي فاكرة نفسك داخلة معهد ديني؟! ده شكل لبس جامعة؟!”

كلهم ضحكوا.
فيه واحدة همست للتانية:
– “هي فاكرة الحجاب ده موضة؟!”

أنا ساعتها ماكنتش سامعة غير صوت قلبي…
بينهار.

خرجت من المدرج وعيوني بتدمع.
مش من الإهانة بس… من إحساسي إني بقيت غريبة.

من إمتى لبس البنت المسلمة بقى مستفز؟
من إمتى العباية بقت ضد الذوق؟
من إمتى الطرحة بقت سلاح بيخلّي الناس تحاربك بيه؟

أنا هدى، عندي 21 سنة.
لبسي الشرعي مش تقليدي… أنا بحب الموضة، بحب أختار ستايل يكون حلو وشرعي في نفس الوقت.
كنت بلبس عبايات كاجوال من براند زي أسوة… بألوان هادية وستايل مريح،
بس الظاهر إن المجتمع مش بيستحمل واحدة مش ماشية ورا التيار.

امبارح، لما رجعت البيت، بابا قاللي:
– “أنا مش هقدر أشوفك بتتبهدلي بالشكل ده… لو لبسك بيعملك مشاكل، غيريه.”

بس هو مش فاهم…
أنا مش بلبس شرعي عشان الناس،
أنا لابسة عشان ربنا…
بس أوقات كتير بحس إن الإيمان مش كفاية لما كل حاجة حواليكي بتكسرك.

النهاردة…
كنت ناوية أروح من غير طرحة.
مش تحدي… بس يأس.

لكن قبل ما أخرج، لقيت رسالة صوت من بنت صاحبتي اسمها رحاب،
قالتلي فيها:
“أنا دخلت على صفحة أسوة وشفت آخر موديل عباية لبستيه، كنتي قمر… بجد خلتيني أحب اللبس الشرعي لأول مرة.”

وقفت.
رسالة صوت 16 ثانية… رجعتني.

لبست الطرحة.
مش علشان أهوّن على الناس،
بس علشان أهوّن على نفسي وأنا واقفة قدام ربنا.

أنا هدى…
وبكرا هلبس لبسي الشرعي من غير خوف.
مش علشان الناس تستحملني،
بس علشان أنا استحملت كفاية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📌 شاركينا:
لو إنتي مكان هدى، كنتي هتخلعي الطرحة؟
هل المجتمع بيشجع البنت اللي لابسة شرعي ولا بيحاربها؟
اكتبي في الكومنت أو ابعتي لنا صوت زي رحاب… يمكن كلمة منك تغيّر يوم حد تاني.

Scroll to Top

اعرفى مقاسك

[CP_CALCULATED_FIELDS id="6"]