هدى ضحكوا على نقابي… فلبسوه بعدها بشهر

أول يوم جامعة بعد النقاب.
كنت نايمة طول الليل وأنا بدعي:
“يا رب… ثبّتني.”
مش خايفة من كلامهم، بس قلبي وجعني من قبل ما أبدأ.

لبست العباية السودة بخط بيج خفيف من أسوة، خفيفة وواسعة…
ولبست النقاب اللي من كام يوم كنت باعيط وأنا بلبسه،
بس النهاردة… كنت هادية.
مش واثقة… بس مستسلمة.

وصلت الحوش الكبير قدام الكلية.
كله قاعد… كله بيبص.

فيه اللي بص بسرعة وغمض،
وفيه اللي رمقني من فوق لتحت،
وفيه اللي ضحك وقال بصوت عالي:
– “هي الجامعة بقت فرع للطالبان؟”

مشيت.
واحدة صاحبتي المفروض قريبة مني، بصّتلي من بعيد وادّعت إنها ما شافتنيش.
ماجتش تسلم،
ما قالتليش “وحشتيني”،
ولا حتى ابتسامة.

بس أنا شُفت نظرتها.
نظرة: “انتي اتغيرتي… ومش عاجبني.”

دخلت المدرج، قعدت في أول صف.
الدكتور دخل، وقبل ما يبدأ شرح، بصلي وقال:
– “كويس إنك قاعدة قدام، لأن ورا كده مش هشوف غير سواد.”

ضحكوا.
ضحكوا كلهم.

بس أنا ما ضحكتش.
ولا اتكسرت.

أنا اتعودت…
اتعودت أكون الوحدة اللي ماشية ضد التيار.

بس فجأة…
حد ضرب على كتفي من ورا.

لفّيت، لقيتها “نهى”… واحدة من الدفعه، عمرنا ما كنا قريبين.

قالتلي:
– “أنا طول عمري نفسي ألبس زيك،
بس كنت بستنى حد يسبقني.
شكراً إنك سبقتيني.”

سكت.
قلبي دق.

رجعت ببص قدّامي…
والضحك لسه في القاعة.
بس جوّا قلبي كان في صوت واحد:

“كمّلي.
لو خطوة واحدة منك فتحت لبنت باب… يبقى انتي مش ماشية لوحدك،
حتى لو شكلك كده.”

أنا هدى،
ويوم ما مشيت لوحدي في حوش الجامعة،
كنت سبب إن غيري يفكر يغيّر طريقه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
💬 انتي:
لو كنتي في مكان هدى… هتقدري تدخلي الجامعة بالنقاب؟
هل اتعرضتي للسخرية في مدرج أو حوش؟
اكتبيلنا… أو ابعتي صوتك، يمكن تكوني سبب تثبيت لبنت غيرك 💌

Scroll to Top

اعرفى مقاسك

[CP_CALCULATED_FIELDS id="6"]