
كانت بتحب الموضة، لحد ما حبت نفسها أكتر
ندى كانت “فاشونيستا” على إنستجرام.
صور كتير، ستايلات مختلفة، كل تريند جديد كانت أول واحدة تجربه،
والناس كانت بتبعتها تسأل: “الجاكيت منين؟”، “الجيبة دي لابساها إزاي؟”
بس رغم كل ده، ندى كانت بتحس بحاجة نقصة.
كل مرة بتقفل الكاميرا، بتشيل الميكاب، وترجع للبنطلون الواسع اللي بتحبه في البيت،
كانت بتحس براحة مريبة. كأنها بترتاح لما بتخرج من “الشخصية” اللي الناس حبتها.
وفي يوم، جات لها رسالة من بنت صغيرة، كتبت فيها:
“أنا بحب لبسك، بس بحس إنه بعيد عني. أنا محجبة ومش بلاقي نفسي في الناس اللي بحبهم.”
الرسالة دي هزّتها.
قعدت تبص في صورها القديمة، وتفكر:
“هو أنا فعلاً بعبّر عن نفسي؟ ولا بعبّر عن اللي الناس بتحبه؟”
قررت تعمل تجربة، بس لنفسها.
لبست طقم شرعي بسيط، من خامة مريحة، وقصة أنيقة.
الجيبة كلوش، والبلوزة فيها استك خفيف في الكم، واللون بيشبه هدوء ندى الحقيقي.
خرجت بيه في يوم مشوار عادي، ومن غير أي نية تصوير.
بس حسّت إنها ماشية مطمّنة، مش متوترة، مش مركّزة على كل تفصيلة في شكلها.
صاحبتها قالتلها:
“إنتي شكلك مختلف… مرتاحة كده ليه؟”
ندى ضحكت وقالت:
“يمكن علشان دي أول مرة ألبس وأنا مش بحاول أُبهر… أنا بس بكون.”
من اليوم ده، ندى ما بطّلتش تحب الموضة،
لكن بدأت تحب نفسها أكتر… وده خلى كل حاجة تانية تتغير.
ليه القصة دي مهمة؟
علشان ساعات بنكون لابسين كل حاجة على الموضة،
بس مش لابسين اللي يعبّر عنّا فعلًا.
وندى؟ اختارت إنها تبدأ تحب نفسها… بلبس يراعيها، مش يحاصرها.
“أسوة” مش بس بتصمم لبس.
هي بتفتح باب لبنات كتير يشوفوا نفسهم من جديد.