
في حضن العيلة… واختياراتي ليها ألف تفسير
الجمعة عندنا دايمًا يعني “لمة العيلة”.
الصالة واسعة وريحة العطور والمكياج ماليين الجو، والضحك عالي…
كل واحدة داخلة وعاملة حساب شكلها… فيه بنات لابسين فساتين شيفون واسعة بألوان مبهجة، وفيه اللي اختارت أطقم طويلة وطرح ساتان ملفوفة بفن.
وأنا لابسة عبايتي الكحلي المحببة لقلبي، وخماري الأبيض اللي ارتحت فيه من أول يوم.
وأنا داخلة، حسيت كل العيون عليّا.
بنت خالتي قربت مني وضحكت وقالت:
— “ما تيجي تعملي زيي، الفستان ده مريح وواسع أهو، وبيليق عليكي والله!”
ضحكت بخجل:
— “بجد حلو… أنا كمان بحب الفساتين، بس مرتاحة في العباية أكتر. المهم تكون البنت مرتاحة في اللي لابسته.”
سمعت همسة من ناحية تانية:
— “كل واحدة واختياراتها… فيه اللي بتحب الأطقم، وفيه اللي شايفة الفستان أشيك، وفيه اللي قلبها على العباية.”
خالتو لمّت الحوار وقالت بود:
— “أهم حاجة تلبسي اللي يريحك ويحسسك إنك نفسك… والله عندنا هنا فساتين تحفة وطويلة أوي، وأهو اللبس الشرعي فيه ألف شكل وألف ستايل!”
طول الحفلة، جالي كلام من كل ناحية:
بنت عمتي جربت توريني موديل جديد ل أسوة ، فستان واسع من غير أي شغل ملفت…
— “شايفة ده؟ شيك أوي وبيليق على كل الأذواق، لو حبيتي تغيّري جو.”
ابتسمت وقلبي خفيف:
“جميل فعلًا… ويمكن أجربه في مناسبة تانية.”
لكن لسه فيه بعض النظرات المعلقة…
واحدة قالت وهي بتتريق بهزار:
— “حرام كده على جمالك! افتحي شوية… الدنيا عيد، لازم تتألقي!”
رديت عليها بهدوء:
— “كل واحدة بتتألق بطريقتها. فيه اللي بتشوف الألوان جرأة، وفيه اللي شايفة الستر هو الجرأة.”
في وسط الدوشة، بنت صغيرة فضلت تبص عليا طول الوقت.
وأنا ماشية آخر اليوم، لحقتني وقالت لي:
— “أنا نفسي ألبس زيك لما أكبر…
بس كمان بحب الفستان اللي مامتي جايباه من أسوة، شكله محتشم أوي.”
ضحكت وقلبي دافي:
“طالما كل واحدة مرتاحة وراضية… يبقى ده فعلاً معنى اللبس الشرعي.”
خرجت من الحفلة برضا، وأنا حاسة إن كل البنات ليهم مكان في المشهد—
اللي لابسة عباية، أو فستان واسع شرعي، أو طقم مميز…
كلنا بنكمّل بعض، وكل واحدة ليها حكاية وشخصية جوة اللبس اللي اختارته.
اتعرضتي قبل كده لموقف في مناسبة أو تجمع وحسيتي إن اختياراتك “غريبة” وسط الناس؟
جربتي تلبسي فستان محتشم من أسوة أو حتى عباية وسمعتي تعليق مش لطيف أو كلمة دعم؟
احكي لنا موقفك أو شاركي صورة للستايل اللي حسسك بالراحة والثقة…
يمكن قصتك تدّي أمل أو فكرة جديدة لبنت بتدور على ذاتها في الزحمة.