
سندس… وقرار من قلب الزحمة
سندس كانت بنت من البنات اللي دايمًا عندها جدول مليان. جامعة، كورسات، جيم، صحاب، مناسبات، وسوشيال ميديا طبعًا. كانت بتحب تواكب كل جديد، تلبس الستايلات اللي طاغية على السوق، وتشتري القطع اللي “كل الناس لابساها”.
بس رغم ده كله، كان عندها لحظات كده… وسط اليوم… تحس إنها مش مرتاحة. مش مرتاحة في لبسها، ولا في صورتها، ولا حتى في الجو اللي حواليها. كانت بتسأل نفسها بصوت واطي: “هو أنا فعلًا حابة ده؟ ولا ده مجرد عادة؟”
لحد ما في مرة، دخلت المسجد صدفة بعد الجامعة، كانت داخلة ترتاح شوية من الزحمة، وسمعت حديث عن النية… وإن كل حاجة بتبدأ من نية صادقة.
رجعت بيتها، وفتحت الدولاب، وقعدت تتأمل هدومها.
كلها ضيقة، قصيرة، ألوان صارخة، قطع صعب تتحرك بيها براحة.
سألت نفسها: “أنا ليه بلبس كده؟ علشان يعجبوا؟ علشان أمشي مع الناس؟ ولا علشان دي فعلاً أنا؟”
ولأول مرة، قررت تلبس حاجة مختلفة.
دورت في الدولاب على جيبة قديمة كانت بتلبسها زمان، وبلوزة واسعة، وخرجت بيهم. ولما مشيت في الشارع، حسّت بحاجة مختلفة… هدوء. سكينة.
الناس ماقالتش حاجة، ماحدش انتقد، ومافيش حاجة وقفت. الدنيا كملت… بس هي لأ. هي بدأت.
بدأت تدور على لبس شرعي بس يكون أنيق، بسيط، مريح، مش شكله تقليدي.
دخلت على إنستجرام وكتبت: “ملابس شرعية للبنات”.
وظهرت “أسوة”.
أول حاجة شدت نظرها كانت موديلات الجيبات الواسعة، بخامات مريحة، بتفاصيل ناعمة. جيبة كلوش بخامة رويال تركي، وأدناء بكم فيه استك، وألوان ترابية تنطق بالبساطة والرقي.
طلبت أول طقم.
ولما لبسته؟
مشيت نفس الطريق اللي بتمشيه كل يوم، بس لأول مرة، كانت ماشية وهي حاسة إنها “بتنتمي” لنفسها.
الناس اللي شافتها اتفاجئت: “واو! الطقم ده منين؟ شكلك جميل كده!”
ضحكت وقالت: “ده من أسوة… وأنا أول مرة أحس إني لابسة حاجة تشبّهني.”
ليه القصة دي مهمة؟
علشان التغيير مش لازم يكون فجائي. ممكن يكون طبطبة على نفسك وسط زحمة الحياة. ممكن يكون خطوة بسيطة… لكن نابعة منك.
“أسوة” مش بس براند لبس شرعي… ده براند بيساعدك تكتشفي إن اللبس مش عبء، اللبس مساحة راحة، مساحة تعبير عن نفسك، بطريقتك.