تاليا… والهدوء اللي قلب الموازين

تاليا كانت دايمًا البنت اللي صوتها عالي، ضحكتها مسموعة، وتواجدها يملأ المكان. كانت بتحب تبان، تلبس كل جديد، وتجرب كل تريند. كانت لما تدخل مكان، الناس تبص، وكل مرة تنزل صورة، التعليقات تمطرها بكلام حلو.

بس بين كل دا، كانت جواها حاجة مش مفهومة. كانت بترجع بيتها، تشيل لبسها، وتبص لنفسها في المراية وتسأل: “أنا مين؟ وليه مش حاسة براحة؟”

اللبس اللي بتلبسه، رغم إنه شكله حلو، بس ماكانش بيريّحها. كانت طول الوقت بتحس إنها لابسة حاجة مش بتاعتها، حاجة مش بتعبّر عنها. كانت بتحس إنها طول الوقت بتمثل.

في مرة، جات لها هدية من صاحبتها، كتاب صغير بعنوان: “البساطة مش ضعف”. استغربت العنوان، وبدأت تقرأ.

الكتاب ماكانش كبير، بس كلماته دخلت قلبها. اتكلم عن الستر، عن الراحة، عن إن اللبس يكون امتداد لروحك مش عبء على جسمك.

الكلمات دي وقفتها.

بدأت تبص على حياتها كلها، على اختياراتها، على شكلها، وعلى الطريقة اللي كانت بتحاول تثبت بيها نفسها.

سألت نفسها: “أنا لو ما كنتش مضطرة ألفت نظر الناس، كنت هلبس إزاي؟”

ومن هنا بدأت رحلة البحث.

دخلت على جوجل وكتبت: “لبس شرعي عصري واسع”. ووقعت على براند “أسوة”.

في الأول، كانت مترددة. “هو اللبس الشرعي هيليق عليا؟ هو مش هيخليني أختفي؟”

بس كل صورة شافتها كانت بتقول غير كدا. موديلات بسيطة، بألوان مريحة للعين، خامات ناعمة، وقطع مش بتخبيك، لكن بتقدّمك بشكل أهدى، أرقى، أريح.

قررت تجرّب.
طلبت أول طقم: جيبة طويلة واسعة بخامة خفيفة، وأدناء بكم استك ولون رملي ترابي.

أول ما لبسته… حسّت بحاجة جديدة.

مش بس راحة في الحركة، ولا نعومة في القماش، لكن راحة في نفسها. لأول مرة، ماكانتش محتاجة تلبس حاجة تصرخ علشان تلفت الانتباه. كانت لابسة وهي مرتاحة.

خرجت بيه، وقابلت ناسها.

المفاجأة؟ الناس سألتها: “اللبس ده منين؟ شكلك مختلف… بس حلو.”

مافيش حد ضايقها، ومافيش حد قالها “إنتي اختفيتي”. بالعكس، بقت أكتر وضوح وهي في أبسط شكل.

من بعدها، بدأت تكتشف إن شخصيتها مش بتقل لما تهدى… دي بتظهر أكتر.

ليه القصة دي ملهمة؟

تاليا كانت بتفتكر إن لازم تبان علشان تتحب، لكن لما اختارت تبقى هي، لقت نفسها أكتر.

اللبس الشرعي مش قيد، هو مساحة أمان. هو اختيار. و”أسوة” بتسهّل عليكي الطريق… بطقم واسع، أنيق، وخامة تريّح الجسم والقلب.

Scroll to Top

اعرفى مقاسك

[CP_CALCULATED_FIELDS id="6"]