الميكروباص… والإختبار الحقيقي

أوقات بحس إن مجرد نزولي من البيت هو معركة.
النهاردة وقفت قدام باب الشقة، قلبي بيخبط كأني داخلة على امتحان شفوي مش مجرد ميكروباص.
العباية السوداء من أسوة ملفوفة عليا زي حضن أمان… بس برضه في رهبة.
أمي من بعيد بتقول:
— “مش هتتأخري النهاردة؟ الناس بتتكلم يا بنتي…”

طلعت السلم بخطوات محسوبة. ريحة شقة الجيران، أصوات التلفزيون… وحسيت إن كل العيون عليا.
الشارع مليان: شباب واقفين، ستات شايلة خضار، سواقين بيمسحوا إزاز العربيات.

وصلت الموقف.
الميكروباص قديم ومرمي على جنب، والسواق بيشاورلي:
— “اتفضلي يا أستاذة… مكان قدام، عشان شوفتكِ محجبة ومحترمة!”

ضحكت بمرارة، مش عارفة دي مجاملة ولا اختبار جديد.

وأنا داخلة، واحد من الركاب قال بصوت واطي بس مسموع:
— “بقى لسه في بنات لابسة كده في 2025؟ مش زهقتوا من العبايات والحجاب؟”

اتسمرت مكاني، خفت أرد وخفت أسكت… بس أنا اخترت أكون هنا.
سمعت همسات البنات اللي ورا:
— “هي بتلبس كده ليه؟ أكيد حد غصبها…”

بصيت في الأرض.
جوايا صوت بيقول:
“أنا هنا عشان نفسي، مش عشانكم. أنا مش غريبة… أنا بس مختلفة.”

كل ثانية في الميكروباص كانت اختبار صبر… اختبار ثقة… اختبار هوية.

وصلت الجامعة.
قبل ما أنزل، لمحت في المراية واحدة بنت محجبة بتبصلي من بعيد… بتبتسم.

حسيت للحظة إني مش لوحدي.
بس السؤال لسه بيطاردني:
“ليه اللبس الشرعي بيعمل كل ده؟ ليه الستر بقى مستغرب في بلدنا؟”

لو انتِ مكان البطلة… هتسكتِ على كلام الناس ولا هتدافعي عن هويتك حتى لو لوحدك؟
احكيلي، شاركي رأيك في الكومنتات… أو اكتبي لنا موقف مر عليكِ حسستي فيه إن لبسك الشرعي هو “امتحان يومي”!

ولو عندك جملة أو كلمة بتديكِ قوة… اكتبيها هنا يمكن تكون سبب في تغيير يوم بنت زيك.

Scroll to Top

اعرفى مقاسك

[CP_CALCULATED_FIELDS id="6"]