
اللي خدت أول خطوة بعد سنين من التردد
هاجر كانت من البنات اللي كل ما تشوف بنت لابسة لبس شرعي في الشارع، عينها تلمع… قلبها يتحرك، وتقول لنفسها: “نفسي ألبس كده، بس مش دلوقتي… أنا مش مستعدة، أنا لسه مش مثالية.”
كانت دايمًا حاسة إن اللبس الشرعي محتاج واحدة كاملة، واحدة وصلت للمرحلة الروحانية العالية، واحدة “جاهزة”.
كل مرة تيجي تخطي خطوة، يرجّعها الصوت اللي في دماغها: “استني شوية… لما تتغيري الأول… لما تبقي أحسن.”
لحد ما في يوم، كانت قاعدة في محاضرة، وسمعت واحدة من البنات بتقول جملة قلبت كل حاجة:
“إنتي مش بتلبسي علشان إنتي كاملة…
إنتي بتلبسي علشان نفسك توصلي للكمال.”
الكلمة دي وقعت على قلبها زي المفتاح اللي بيفتح باب كان مقفول من زمان.
رجعت البيت، فتحت موبايلها، وبدأت تدور على لبس شرعي… بس مش أي لبس.
كانت عايزة حاجة تمثّلها، تحسسها إنها مش بتتنازل، بالعكس… بتختار.
وبالصدفة، وقعت على براند “أسوة”.
شدّها الستايل، البساطة، والأناقة اللي من غير ما تبقى مبهرجة…
لبس واسع، مريح، شرعي، وفيه روح.
حست إن القطع دي مش معمولة علشان تغطي…
معمولة علشان تعبر عنها.
أول طقم اختارته كان جيبة شرعي صيفي لونها بيج هادي، وأدناء بكم استك بلون رمادي ناعم.
طلبته، ووصلها بسرعة.
يوم ما لبسته، وقفت قدام المراية، وبصّت لنفسها…
مبتسمة.
مش علشان الطقم حلو (مع إنه كان شيك جدًا)،
بس علشان لأول مرة حست إنها بتقرب من اللي نفسها تكونه…
من غير شروط، من غير تأجيل، من غير ما تستنى تبقى نسخة مثالية من نفسها.
بدأت تنزل بيه، وتمشي بثقة.
فيه اللي بصّ، وفيه اللي سألها جابت الطقم منين، وفيه اللي اتفاجئ إنها “لسه صغيرة ولبسها كده”.
بس الرد جواها كان واضح:
“أنا لبست علشان أكون أقرب لربنا، مش علشان أرضي الناس.”
دلوقتي، بعد شهور من أول خطوة، هاجر مش بس بتلبس شرعي…
دي بتلهم صاحباتها، وبتشارك تجربتها، وبتقول بكل فخر:
“الطقم ده؟ من أسوة… بس اللي وراه قصة أكبر من مجرد لبس.”