الصيام مش مجرد أمتناع عن الأكل والشرب من الفجر لغاية المغرب، لا… ده أكتر من كده بكتير! الصيام هو رحلة روحية بنعيشها كل سنة، فرصة علشان نقرب من ربنا، نحس بغيرنا، ونطهّر قلوبنا.
والرسول صلى الله عليه وسلم كان قدوتنا في الصيام. كان بيصوم بحب، وبيعلّمنا إزاي نستفيد من كل لحظة في رمضان. كان صلى الله عليه وسلم بيحرص على السحور، ويقول: “تسحّروا فإن في السحور بركة”. يعني حتى لو كنا تعبانين ونعسانين، السحور مهم عشان يقوّينا على الصيام، مش بس جسديًا، بل كمان روحانيًا.
وفي الإفطار، كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجّل بالفطر، يعني ما كانش بيستنى ولا يُبطئ، كان بيفطر على تمر، وبيدعّي ربنا قبل ما يفطر. وبعدين كان بيصلي المغرب، وبعدها بيكون وقت الأكل اللي بنستنى عليه طول اليوم!
لكن الصيام مش بس جوع وعطش، النبي صلى الله عليه وسلم كان بيعلّمنا إن الصيام هو كمان ضبط للنفس. يعني مش بس بنمتنع عن الأكل والشرب، لا، بنمتنع عن الغضب، وعن الكلام اللي مش لطيف، وعن أي حاجة ممكن تخدش صيامنا. كان النبي صلي الله عليه وسلم بيقول: “إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم”. ده بيعلمنا إن رمضان فرصة لنتطهّر من أدران الروح ونقوي إيماننا.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم بيحرص على قيام الليل في رمضان، يعني صلاة التراويح، اللي بنصليها في المسجد أو في البيت، وبنقرأ القرآن، وبندعي ربنا. كان بيقول إن اللي يصلي قيام رمضان بإيمان واحتساب، ربنا يغفر له كل ذنوبه اللي فاتت. القيام مش بس صلاة، لكن كمان حالة من التفرغ الروحي والتأمل في علاقتنا مع الله.
ورمضان مش شهر الأكلات والحلويات، ده شهر التغيير، شهر الرحمة، شهر اللي بنقدر نعيد حساباتنا مع ربنا. هو فرصة نتوقف عن الإنشغال بمشاكل الحياة اليومية، ونتفرغ لقلوبنا. الشهر ده مش بس للعبادة الفردية، بل كمان هو وقت نكون فيه أقرب لبعضنا. رمضان يعلمنا التكافل الاجتماعي، ويدعونا لمساعدة الآخرين، سواء كان ذلك بالصدقة أو بتبادل الوجبات مع الجيران والأصدقاء.
وبالرغم من التحديات اللي بنواجهها في رمضان، من تعب الجوع والعطش، إلا إنه هو وقت اختبار حقيقي لصبرنا وقوة إيماننا. هو فرصة للتغلب على المعوقات النفسية والجسدية، وللتقرب من الله أكثر من أي وقت تاني.
في رمضان، ليس فقط ما نمتنع عنه من طعام وشراب، بل ما نكتسبه من تقوى وصبر، وما نصلح به أنفسنا في قربنا من الله. فلنستغل هذه الأيام المباركة في تجديد نوايانا، وتحقيق التغيير الروحي، ولنسعى لنكون أفضل في علاقتنا مع الله ومع من حولنا.
