
الترانزيت… وحدي في الزحمة
مطار… ترانزيت طويل في دولة أوروبية.
كل الناس حواليا بيلبسوا زي ما يحبوا، ألوان جريئة وشعر منطلق… وأنا وسط الزحمة بعبايتي وخماري، حاسة إني نقطة سودة في لوحة ملونة.
الزمن واقف عند بوابة السفر.
كل واحد بيبص بسرعة أو بخفة…
طفل صغير يرمقني بدهشة.
ست كبيرة تبتسم ابتسامة دافية.
راجل واقف بعيد يهمس لصاحبه وينظر لي بإصرار.
قلبي دق بسرعة:
“أنا هنا لوحدي، مفيش حد أعرفه… ولبسي علامة استفهام في العيون كلها؟؟ .”
فجأة… ست أجنبية في الخمسينات، شعرها أبيض ونظارتها سميكة، قربت وقعدت جنبي على الكرسي.
قالت لي بالإنجليزي وبالعربية المكّسرة:
— “أنتِ منين؟ دايمًا أشوف الحجاب وأفكر… هل هو اختيار ولا إجبار؟”
ابتسمت، كنت حاسة بخوف بس برضه بقوة:
— “اختيار… وأحيانًا الاختيار الأصعب، لكنه الطريق اللي بيريح قلبي.”
قالت لي:
— “أنا زمان كنت كاثوليكية متدينة… اتخليت عن حاجات كتير عشان أكون زي المجتمع. بس ساعات بحس إني ضايعة. إزاي انتي مش خايفة من نظراتهم؟”
قلت لها وأنا ببص للناس:
— “الخوف عمره ما هيخلص… بس الوحدة الحقيقية إنكِ تسيبي نفسك وتضيع هويتك وسط الزحمة. أنا باخد معايا وطني وديني في شنطتي، في لبسي، وفي سلامي الداخلي.”
لحظة سكون…
الست مدت إيدها وقالت لي:
— “أنتِ شجاعة… شكراً إنك فكرتيني أفتكر نفسي.”
النداء للرحلة جه…
وقفت أمشي، وأول مرة أحس إن “العباية” مش بس قطعة قماش…
دي علم مرفوع وسط عالم تاه فيه كل حد نسي هويته.
وأنا داخلة بوابة السفر، نفسي أقول لكل بنت محجبة أو محتشمة:
“انتي أقوى مما تتخيلي… حتى لو العالم كله بيحكم، يكفي إن قلبك راضي وربك شايف.”
إنتِ لو اتعرضتي لموقف زي ده بره بلدك…
هل هتخافي وتداري هويتك، ولا هتكوني عَلم وسط زحمة الجنسيات؟
ابعتِ لنا قصة سفرك أو صورة ليكي بلبسك الشرعي في مكان غريب—هننشرها ونعمل ألبوم “بنات أسوة حول العالم”!
أو حتى اكتبي تعليق صغير:
“لو أنا كنت مكانها… كان قلبي هيقول إيه؟