هدى… والخروجة اللي خلّتني أراجع كل صحابي

كنت فاكرة إني جاهزة.
جهّزت لبسي كويس: نقاب كحلي ناعم من أسوة، مع عباية كاجوال لونها طوبي هادي،
ستايل خفيف بس محتشم، ومش ملفت.
كنت رايحة أقابل صحابي من أيام المدرسة… من زمان ما اتقابلناش.
كل واحدة ماشية في طريق، بس كنا دايمًا بنرجع لبعض لما بنحتاج نفضفض.

قعدنا على ترابيزة في كافيه مفتوح.
أنا وصلت أول واحدة.
بعديهم بدأت البنات تيجي… أول ما شافوني وقفوا لحظة،
بصّة طويلة… مش نظرة اشتياق، لأ،
نظرة: “انتي بقيتي كده؟!”

أول واحدة قربت مني، حضنتني وقالت بصوت منخفض وهي بتضحك:
– “هو ده إنتي؟ ولا واحدة من طالبان؟”

ضحكت بهدوء،
لكن قلبي اتقطع.

قعدنا، والدنيا كانت ماشية… ضحك، ذكريات، صور قديمة.
لحد ما واحدة من البنات – كانت أقربهم ليّ زمان – قالت وهي بتشرب:
– “بجد يا هدى… ما تحسيش إنك خانقة نفسك كده؟
ده مش لبس خروجة، ده لبس جنازة!”

اتصدمت.
مش بس من الكلام، من طريقة الكلام.
ولا واحدة دافعت.
ولا حتى قالت: “سيبوها ف حالها”.

ردّيت بهدوء:
– “أنا مرتاحة كده… والنقاب مش سجن.
أنا مش محبوسة… أنا مختارة ده.”

قالتلي:
– “انتي مش مختارة، انتي متأثرة.
وكل اللي بيلبسوا كده بيضحكوا على نفسهم.
احنا في مصر مش في السعودية يا هدى!”

سكت.
مش لأن معنديش رد…
بس لأن المكان والناس خلّوني أحس إن الكلمة مش هتوصل.

كل البنات اللي كنت بفتكرهم سند…
بقوا همّ أول ناس يسحبوا إيدي لما مشيت عكس السكة بتاعتهم.

قمت ومشيت قبلهم، من غير ما أودّع.
وأنا خارجة… واحدة من البنات اللي قاعدة على ترابيزة تانية
بصّتلي وقالتلي:
– “أنا معرفكيش، بس شُفتك وانتي داخلة…
أنا بدعيلك من أول القعدة،
ربنا يثبّتك.”

ابتسمت.
دموعي كانت على حرف عيني.
ربنا دايمًا بيبعتلي كلمة تنقذني.

أنا هدى،
وأول خروجة بعد النقاب كانت آخر خروجة مع ناس كنت بحسبهم صحابي.
بس برضو… كانت بداية جديدة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
💬 شاركينا:
انتي… خسرتي مين لما قررتي تلبسي لبس شرعي؟
هل صحابك فضّلوا يبعدوا؟ ولا وقفوا معاكي؟
احكي، فضفضي… إحنا بنسمعك بجد ♥️

Scroll to Top

اعرفى مقاسك

[CP_CALCULATED_FIELDS id="6"]