هدى… وبابا اللي قاللي: اخلعيه

أنا كنت فاكرة إن أصعب حاجة ممكن أسمعها من الناس،
لكن لما الكلمة جات من أبي… كسرتني.

كنت قاعدة في الصالة، لابسة النقاب الجديد اللي طلبته من أسوة،
لون كشمير ناعم… خفيف، بسيط، ستايله شبابي مش تقليدي.
كنت فرحانة بيه، وقلت لنفسي:
“أهو خطوة جديدة أكون مرتاحة ومحتشمة في نفس الوقت.”

بابا دخل وشافني.
وقف لحظة… وبعدين قال الجملة:

— “إنتي ناوية تلبسي كده قدّامي؟
لو عايزة تعيشي في بيتي… اخلعيه.”

الكلمة دي…
وقفت قلبي.

مش غريب يقول كده…
ده بابا، اللي كنت بفتكر دايمًا إنه أمان.

حاولت أتكلم بهدوء:
– “بابا… ده اختياري. مش فرض على حد، بس أنا محتاجة ده لنفسي.”

قاللي:
— “انتي لسه صغيرة… النقاب ده تطرف.
مش هسكت وأنا شايف بنتي بتبعد عن الناس.”

ساعتها كنت حاسة إني محشورة بين نارين:
نار رضا أبويا… ونار غضب ربنا لو تنازلت.

هو مش فاهم…
أنا مش بعمل ده علشان أعجب حد،
ولا علشان أبين إني متدينة.
أنا بلبس النقاب علشان أختار نفسي…
أحمي جسمي… وأريح قلبي.

دخلت الأوضة، قفلت الباب، قعدت ع الأرض.
العياط نازل غصب عني.
مش علشان اتخانقت…
بس علشان قلبي موجوع.

أنا اللي كنت فاكرة إنني لما ألبس شرعي الناس هتحاربني…
لكن ماكنتش متخيلة إن الحرب هتيجي من أقرب حد ليّا.

قعدت ساعة في سكون…
وبعدين فتحت رسالة من واحدة كنت ساعدتها زمان في اختيار لبس محتشم.

كانت كاتبة:
“أنا بدأت ألبس عبايات علشانك يا هدى…
مكنتش أعرف إن اللبس ده ممكن يبقى جميل كده.”

الرسالة دي كانت رد ربنا.
كنت محتاجة أفهم…
إن اللي بيحصل ده مش صدفة.
ده اختبار.
وأنا لسه واقفة.

أنا هدى.
وفي بيتي… لابسة نقاب.
حتى لو اللي حواليا مش شايفين ده صح.
أنا شايفة نفسي…
وشايفة ربنا أكتر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
💬 احكيلي إنتي:
هل حد من أهلك كان ضد لبسك الشرعي؟
هل اضطريتي تتنازلي علشان “ترضِّي الناس”؟
ابعتيلنا قصتك أو حتى رأيك… إحنا بنفهمك.

Scroll to Top

اعرفى مقاسك

[CP_CALCULATED_FIELDS id="6"]