
هدى… وأول يوم لبست فيه النقاب
أنا مش من النوع اللي بياخد قرارات فجأة.
بس القرار ده… كان جوايا من شهور، بيكبر كل يوم بهدوء.
ومبارح… أخدته.
النهارده نزلت بالنقاب لأول مرة في حياتي.
قعدت قدام الدولاب ساعة،
محتارة ألبس عباية سادة ولا عباية بلون هادي من بتوع أسوة،
لحد ما اخترت واحدة لونها رمادي مطفي، بسيطة، ناعمة… بس مختلفة.
وأول ما لبست النقاب… قلبي دق.
مش من الخوف… من الرهبة.
كنت حاسة إني داخلة عالم جديد،
كل تفاصيله مش مفهومة… بس قلبي مطمّن.
وأنا نازلة على السلم، لقيت بنت الجيران واقفة بتبص عليا كأني مخلوق فضائي.
قالتلي بنبرة مستفزة:
— “هو إنتي كده هتتحجّبي زيادة؟! ما كفاية اللي كنتي فيه!”
ضحكت من جوايا…
بس سبتها ومشيت.
مفيش وقت أشرح، ومفيش طاقة أبرر.
أول صدمة كانت لما ركبت المترو.
كان في راجل قاعد قدامي بصلي بتركيز مش طبيعي،
وبعدين قال بصوت عالي:
— “البنات دي بتخوف… النهارده نقاب، بكرا قنابل.”
الناس ضحكت.
أنا لأ.
أنا كنت ببص في الأرض،
بس جوايا كان في نار… مش غضب،
نار إيمان بتقولي: “هو ده الطريق، وده تمنه… كَمّلي.”
دخلت الجامعة…
أول خطوة على البوابة، حسّيت الدنيا كلها سكتت.
كل العيون عليا.
فيه بنت قالت:
— “أقسم بالله شكلها كانت عايشة في كهف، وخرجت النهارده.”
بس في وسط السخرية،
لقيت واحدة ما أعرفهاش ماشية جنبي،
وشوشتلي وقالت:
— “أنا مش محجبة… بس انتي ألهمتيني النهارده.”
قلبي ساعتها اتقلب.
أنا؟ بألهم حد؟
وأنا لسه من شوية كنت على وشك أرجع وأغيّر هدومي من كتر التوتر؟
رجعت البيت وأنا مبتسمة لأول مرة من أسبوع.
مش علشان الناس اتغيرت…
بس علشان أنا اتغيّرت.
أنا هدى…
وأنا دلوقتي لابسة نقاب.
مش لأني اتفرض عليا،
ولا علشان أهرب،
ولا علشان أثبت إني “كويسة”.
أنا لبسته علشان ده أنا.
وده شكلي لما بختار ربنا على راحة الناس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
💬 شاركينا انتي:
هل فكرتي في يوم تلبسي النقاب؟
أو حتى خفتي منه؟
اكتبي لنا مشاعرك… إحنا بنقرأ وبنفهم.
📎 الكلمات المفتاحية:
نقاب، لبس شرعي، الحجاب في مصر، أول مرة نقاب، دعم البنات المحجبات، ستايل شرعي، عبايات أسوة، بنت ملتزمة، يوميات لبس النقاب