
والبداية اللي كانت جوّا كتاب
ندى كانت بتحب تقرأ. أي كتاب عليه كلمة “حب”، “تغيير”، “ثقة بالنفس”… كانت بتجري وراه. من أول الروايات الرومانسية لكتب التنمية البشرية، كانت بتحس إن القراءة بتاخدها لعوالم تانية، تهرب بيها من زحمة الحياة، ومن سؤال كانت بتهرب منه دايمًا: “أنا مين؟”
بس الغريب؟ وسط كل الكتب دي، ندى عمرها ما قعدت تقرأ نفسها.
كانت بتتأثر، تتحمس، وتكتب اقتباسات حماسية في النوتة… بس لما تيجي تبص على حياتها، على لبسها، على اختياراتها اليومية، كانت بتحس إنها بتمشي مع الناس، مش مع نفسها.
كل حاجة حواليها سريعة، تريند بيقلب تريند، لبس بيختفي ويتغير، والناس كلها بتجري. وهي؟ واقفة… مستنية حاجة تفهمها، تطبطب عليها، تقولها: “إنتي مش غلط.”
في يوم، راحت المكتبة تدور على رواية جديدة. قلبت بين الكتب، لحد ما لفت نظرها غلاف بسيط، عليه بنت محجبة، ماشية في شارع وهي رافعة راسها. الرواية ما كانتش مشهورة، بس أول صفحة فيها علّمت جوّاها.
جملة واحدة وقفت قدامها:
“الستر مش نهاية… الستر بداية.”
ندى حسّت إن الكتاب مش بيكلم عن البطلة… بيكلم عنها هي.
من اليوم ده، بدأت تسأل:
هو أنا بلبس إزاي؟
هو أنا فعلاً مرتاحة؟
هل اللبس اللي بختاره بيعبر عني؟ ولا بيعبر عن ضغط، عن خوف، عن إن الناس متعودة عليّا كده؟
بدأت تبص على اللبس الشرعي مش كـ “زي تقليدي”، لكن كستايل. كهوية. بدأت تدور على براندات بتقدم لبس واسع، عملي، وفي نفس الوقت مش خانق ولا ممل.
وهي بتتصفح على إنستجرام، وقعت على صفحة “أسوة”.
كانت أول مرة تشوف لبس شرعي حقيقي شكله شبابي، خامته شيك، ألوانه هادية، وموديلاته فيها “ندى”.
طلبت طقم بسيط:
جيبة بكسرات ناعمة، أدناء بكم واسع ولون رملي دافي.
أول ما لبسته، وقفت قدام المراية وسكتت لحظة…
وبعدين قالت بصوت واطي، بس واصل لجواها:
“أنا ندى… وأنا اخترت ده.”
اللي حصل مكانش تغيير في شكلها… كان بداية تصالح. بداية حب ذاتي حقيقي.
البداية مكانتش مع اللبس…
البداية كانت لما قررت تقرا نفسها، زي ما كانت بتقرا الكتب.
دلوقتي؟
بقت ندى تكتب هي كمان. بس مش عن بطلات الروايات…
عن نفسها. عن البنت اللي لقت في “أسوة” بداية جديدة، هادية، حقيقية، تشبهها.