
بنت بدأت شغل في براند شرعي وهي مش مقتنعة
لما اتعرض على دينا شغل في براند ملابس شرعية، رد فعلها الأولاني كان:
“أنا؟!”
هي كانت بعيدة تمامًا عن الفكرة.
ستايلها جريء، بتحب الألوان القوية، اللبس الضيق، وبتقول إنها بتحب تعبر عن نفسها من غير قيود.
بس كانت محتاجة الشغل. المرتب مغري، والبيئة شكلها محترمة.
قالت تجرّب… مؤقتًا.
أول أسبوع كان غريب.
كل اللي حواليها لابسين واسع، محتشم، هادي، وفيه هدوء في المكان غريب عنها.
بس بدأت تلاحظ حاجة تانية:
الزباين.
بنات داخلين بعينين مليانة توتر، وبيخرجوا بضحكة وراحة نفسية.
ستات بتقيس أول جيبة مريحة بقالهم سنين مش لاقيين مقاسهم.
بنت محجبة بتقول: “أنا كنت قربت أستسلم، لحد ما لقيتكم.”
وأم بتشتري لبنتها أول طقم شرعي وتقول: “أنا كنت فاكرة إنكم هتخوفوها، بس أنتم طمنتوها.”
دينا كانت بتقف ورا الكاونتر، تسمع، تراقب، وتتأثر…
من غير ما تحس، بدأت تشوف اللبس بشكل تاني.
مش كقماش… لكن كـ حماية، كـ تعبير صادق، كـ مساحة بنت تكون فيها نفسها من غير ضغط.
جربت لأول مرة تاخد جيبة من الشغل، خامة رويال تركي مريحة، لون رمادي هادي،
ومعاه أدناء بسيط، لونه بيليق على الطرح اللي كانت مركونها بقالها كتير.
لبستهم… وخرجت.
أول لحظة وقفت قدام المراية، ماعرفتش تعبّر.
بس حسّت بحاجة جوّاها بتتهز.
فيه طبقة صوت داخلية كانت ساكتة من سنين… وبدأت تتكلم.
مش عشان اللبس بس، لكن عشان الإحساس اللي جابته معاها القطعة دي.
من بعدها، بدأت تتغير.
مش فجأة، ومش عشان “الناس”،
لكن علشان دينا نفسها… اللي كانت جواها من زمان ومستنية حد يفتح لها الباب.
بقوا زمايلها يلاحظوا:
“إنتي شكلك مرتاح الأيام دي.”
وهي؟ كانت بترد بابتسامة صغيرة:
“لأني بقيت شايفة نفسي.”
دلوقتي، دينا مش بس موظفة في براند شرعي.
هي بقيت صوت بيرحب بكل بنت لسه مش مقتنعة،
وبتقولها:
“تعالي، شوفي، جربي… يمكن تلاقي نفسك هنا زيي.”