
أم مش زي أي أم
مريم كانت أم لبنت مراهقة، اسمها فرح. بنت جميلة، ذكية، عندها طموحات كتير، بس في نفس الوقت… حيرانة.
حيرانة بين اللي بتشوفه على السوشيال ميديا: لبس لامع، ألوان ملفتة، ستايلات سريعة بتتغير كل يوم…
وبين اللي بتسمعه من أهلها: “البس محتشم”، “استري جسمك”، “خليكي على طبيعتك”.
فرح كانت دايمًا تقول:
“اللبس الشرعي تقيل، مش حلو، بيخليني أحس إني مش عايشة!”
ومع كل مرة تقولها، قلب مريم كان بيتكسّر حتة. مش علشان بنتها مش لابسة زي ما هي عايزة،
لكن علشان عارفة إن جواها في صراع، وإنها محتاجة تشوف الصورة من زاوية تانية.
ومريم؟ كانت مش عايزة تفرض.
لأنها مؤمنة إن الفرض ساعات بيخلي الحاجة تتكره، حتى لو كانت حلوة.
بس في نفس الوقت، كانت عايزة توصل لبنتها فكرة تانية…
إن اللبس مش قيد، اللبس مش شكل وبس… اللبس اختيار.
واختيار ممكن يكون أنيق، مريح، وبيعكسك.
فقررت مريم تبدأ من نفسها.
من غير كلام مباشر، من غير ضغط… بس بالفعل.
لبست شرعي، لكن بطريقة مختلفة.
ستايل بسيط، ناعم، لونه على ذوق فرح.
اشترت طقم من “أسوة” – جيبة كلوش وأدناء بخامة خفيفة وكمّه فيه استك –
ولبسته في خروجة معاها، في يوم عادي جدًا.
فرح بصّت عليها، وقالت بدهشة حقيقية:
“إيه ده! حلو أوي! مش باين عليه شرعي أصلًا!”
مريم ما ابتسمتش بس…
في اللحظة دي، حسّت إنها وصلت.
مش بالكلام، ولا بالنصايح،
لكن بالفعل، بالصورة، بالقدوة.
من بعدها، فرح بدأت تبص للموضوع بطريقة مختلفة.
بقت تسأل:
“اللون ده هينفعلي؟ طب لو لفيت طرحة كده، هيبقى شكلي إزاي؟
طب اللبس ده مريح فعلاً؟ مش بيخنق؟”
وبدأت تجرب.
مرة خدت جيبة من دولاب مريم،
مرة اختارت أدناء بلون خفيف،
مرة نزلوا سوا واختارت قطعة من “أسوة” هي اللي عجبتها.
واللي بدأ كـ “أم بتحاول تقنع بنتها”،
بقى رحلة مشتركة…
بنت وأم بيختاروا الصح سوا،
وبيكتشفوا إن اللبس ممكن يكون وسيلة للتعبير، مش وسيلة للكبت.
بقوا يلبسوا سوا، ينسّقوا الألوان،
يضحكوا وهما بيقيسوا الطرح،
ويتصوروا سيلفي، مش عشان السوشيال،
لكن عشان يحتفظوا بلحظة صدق صغيرة…
لحظة بنت قررت تسمع،
وأم قررت تكون قدوة.